لقد فُجعت الأُمة الإسلامة جمعاء بوفاة الحبيب محمد صلوات ربي وسلامه عليه ، فكانت صدمة كبرى ومصاب جلل وصاعقة صادمة نزلت على قلب الأمة .
كانت لحظة عصيبة تحتار فيها العقول وتُصدم فيها القلوب ودهش له الناس، وطاشت قلوبهم، فمنهم من خُبل، ومنهم من أصمت، ومنهم من أقعد إلى الأرض، وكان ممن أخرس عثمان رضي الله عنه، حتى جعل يذهب به ويجاء، ولا يستطيع كلاماً، وكان ممن أقعد علي رضي الله عنه، فلم يستطع حراكاً، وأما عبد الله بن أنيس فأضني حتى مات كمدا ولكنه وعد الله [ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ] سورة الزمر ,فقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين في شهر ربيع الأول وقت اشتداد الضحى، وفرغ من جهازه يوم الثلاثاء، ووضع على سريره في بيته، ثم دخل الناس يصلون عليه أرسالا، ثم دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط الليل ليلة الأربعاء, وعن أيوب عن عكرمة قال : (تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- يَوْمَ الاثنين فَحُبِسَ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَلَيْلَتَهُ وَالْغَدَ حَتَّى دُفِنَ لَيْلَةَ الأرْبِعَاءِ) رواه الدارمي
ويرجع السبب في ذلك إلى:
1- كان الصحابة رضوان الله عليهم يعرفون بأن النبي عليه الصلاة والسلام جسده لا يتحلل حتى بعد وفاته لأن الله سبحانه وتعالى قد حرم تحلل جسد كافة الأنبياء.
2- والسبب الأخر كان الصحابة مختلفون عن المكان الذي سوف يقومواً بدفن جسد النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان كل منهم يرغب في دفنه في مكان مختلف عن الأخر حتى جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه و حل ذلك وقال بأنه قد سمع رسول الله وهو يتحدث على أن الأنبياء يجب أن يدفنوا في مكان موتهم وبذلك دفن عليه الصلاة والسلام في حجرة زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها.
3- ربما تندهش من السبب الثالث فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلوغ وقت موته بأن لا تتم الصلاة عليه بتاتاً، ويدخل مجموعة من الأفراد ليصلوا عليه من ثم يرحلون وبالطبع لدى رسولنا حكمة من أمره هذا ولا يعلم بها الكثير وكان هذا من ضمن الأسباب التي أخرت من دفن النبي.
نحن لم نراك لكننا نحبك يا رسول الله
photovia:nmisr.com
