توتر الأبناء من الأباء

توتر الأبناء من الأباء


التوتر حالة نفسية سلبية يمكن أن يعاني منها الإنسان كيف ما كان عمره أو جنسه. فالرضيع يتوثر عندما لا يجد أمه بجانبه، والطفل يتوتر عندما تتكسر ألعابه، والبالغ يتوتو عندما يقود سيارته في أوقات الازدحام، والكل يتوتر إما بفعل مؤثر خارجي كالضجيج أو كلام الأخرين غير اللائق، أو داخلي كالتفكير السلبي أو التذكر لأحداث مؤلمة عاشها من قبل. كما لا ننسى بأن التفاعل بين الأشخاص في علاقتهم ببعضهم البعض يعتبر من المؤثرات الخارجية التى لها الدور الكبير في خلق توتر يكون في بعض الأحيان لينا أو حادا، و من 
.المحتمل أن يؤدي بهذه العلاقة إلى النزاع أو قطعها
 إن العلاقة بين الآباء وأبنائهم تتميز عن غيرها بالثقة والعفوية والاعتماد على الآخر وكذلك بالاستمرارية ما يجعلها أكثر عرضة للتوتر بين الطرفين. فالآباء، الدور الكبير وعليهم، بعدما قرارو الإنجاب، أن يتحملوا المسؤولية تجاه أبنائهم بأن يجعلوا البيت الأسري وعلى المدى الطويل مكانا يتميز قدر المستطاع بالتوازن النفسى الذي هو كذلك     بمثابة استقرار لكل أفراد العائلة
 فالعلاج النسقي العائلي نعتبر بأن أي اضطراب مُسئ يصيب إبنا من أبناء الأسرة إلا ويعبر عن أسرة مضطربة تعيش توترا دائما أو متكررا، ولا تنعم بالاتزان لنفسي 
و حتى يتسنى للزوج والزوجة أن يبتعدا أحداث توتر داخل الأسرة، فعليهما أن يتجنبا قدر الإمكان ما يمكن أن يؤثر على نفسية الأطفال، و ذلك عبر الحالات الآتية :
 1 – تفاعل الأب المتوتر أو الأم المتوترة مع الأبناء.
 2 – استماع الأطفال إلى النقاش الحاد بين الزوجين
 3 – العنف اللفظي أو الجسدي بين الزوجين
 4 – الأب أو الأم المصابان بمرض نفسي والرافض (ة) للعلاج.
إ ن التفاعل بين الأب المتوتر أو الأم المتوترة، أو كلاهما معا، مع 
الأطفال، يمكن غالبة الأحيان أن يؤذي لشيئين لهما الأثر السلبى على تربيتهم وصحتهم النفسية. 
فإما أن يكون التوجيه إلى نصائح خاطئة كأن تقول لابنك وأنت متوتر: «ممنوع الخروج للعب ، لأنك لا تدرك خطط بأن الترفيه عن النفسية ذلك الحين له الأثر الإيجابي على شخصيته، وإما أن تجعل ابنك متوترا بدوره لأنك تصرخ وبدون سبب كلتا الحالتين يصبح الأبناء متوترين من جراء الإحباط أو الجو المشحون الذى أحدثه الآباء .
إن الاستماع إلى النقاش الحاد بين الزوج والزوجة خصوصا إذا كان الأطفال لا يدركون حينها محتوى الحوار الذي يدور بين والديهم، يجعل هؤلاء الأطفال إما متوترين بفعل هذا المؤثر الخارجى والسلبى خصوصا إذا كان الكلام يسوده الصراخ، أو يتماسكه خوف كبير من احتمال وقوع الفراق بين والديهم .
أما العنف بين الزوجين سواء كان نفسيا كالكلام الجارح أو جسديا كالضرب أو لفظيا كاستعمال الكلام الساقط، يعتبر في حد ذاته مؤثرا سلبيا أكبر بكثير من النقاش الحاد، لأن الأطفال في هذه الحالة يمكن أن يصابوا بتوتر كبير يتجلى اية الرعب والقلق على صحة أو حياة الوالدين، مما يمكن أن يؤدي بهم إلى الإصابة نفسية كالإكتئاب أو الكره ما بعد الصدمة( Stress Post-Traumatique).
 الأب أو الأم المريض (ة) نفسانيا (الاكتئاب، الوسواس القهرى، ...) واللذان يدركان كل الإدراك أو خطورة حالتهم الصحية التي يمكن أن تتدهور مع الوقت أو تتحول إلى مرض أكثر خطورة ، يجب أن يسارعا بالعلاج لأنهما يعتبران مصدر توتر كبير في ذات أكبادهم. فالمريض النفسي يمكن أن يتصرف تصرفا خاطئا يتجل في الحالات الثلاث والتي ذكرناها من قبل، زيادة على أن المرض النفسي يمكن أن ينتقل إلى الأطفال
 قد دلت بعض الأبحاث العلمية أن احتمال الإصابة الأبناء بمرض الوسواس القهري 
مثلا هو أكبر إذا كان الآباء يعانون منه كذلك 
فليحرص الآباء على إسعاد أبنائهم، وجعلهم مصادر فخرة للمجتمع، وخصوصا على تجنبهم الأمراض النفسية. 
فهذه الأخيرة، إن أصيب بها الطفل بفعل توتر الآباء أو مرضهم الذي يرفضون علاجه، يكون لها الأثر السلبى على شخصيته وحياته المستقبلية وكذلك على الأسرة بأكملها.
 فالطفل الذي ولد لا يعاني من أي شيء، ثم أصبح متوترا بسبب أو مريضا محيطه الخارجى المتوتر، سيكون بدوره أطفالا متوترين 
ومرضى نفسانيين.

images via: arabic.rtn , pinterest
loading...

المشاركات الشائعة