إبحثي سيدتي عن رجل جائع

إبحثي سيدتي عن رجل جائع






أكثر المحبين فى التاريخ كانوا هزيلي الاجسام، فالرجل الجائع أقدر على الحب من الرجل المتخم المعدة، فمثلا قيس بن الملوح عاش بلا طعام ومات من الجوع.. فالرجل الذي يملأ معدته بالطعام يندفع الدم إلى معدته ليهضم الطعام، ولايذهب إلى عقله او قلبه للاحساس بالحب. 

وكما قال الكاتب الفرنسي  «بول بورجيه» إن إلاشباع  هو الضيق الناشئ عن التفكير فى العلاقات، ولهذا يروج الحب في الشباب نظرا لتدفق الهورمونات في الاجسام الشابة، والشباب هو ربيع الإنسان، والدافع الأساسي للحب هو الحاجة إلى إشباع العواطف، ولا يستطيع التفكير فى إشباع العواطف من هو مشغول بإشباع المعدة.
وحتى في الطبيعة نرى أن الذكر الجائع كسرب النحل يستطيع الطيران اسرع من المتخم الثقيل، وكذلك في المسرحيات والمسلسلات والأفلام، فلم نرى قط «روميو» يجرى وراء فتاة الاحلام وكرشه يسبقه.

وعند العرب كان المحبون كلهم هزيلين، خاصة أولئك الذين ينسبون إلى «بني عذرة»، ومنهم عرف الحب العذري، وعرفت هذه القبيلة بالحب المثالي ونسب إليها، واشتهرت بكثرة المتيمين الصادقين في حبهم والمخلصين الذين يستبد بهم الحب ويشتد بهم الوجد ويسيطر عليهم الحرمان، حتى يصل بهم إلى درجة من الضعف والهزال كانت تفضي بهم في أكثر الأحيان إلى الهلاك، من دون ان يغير ذلك من قوة عواطفهم، او يضعف من إخلا صهم ووفائهم او يدفعهم إلى النسيان.

ومشاهير المحبين في الغرب أيضا هزيلون أو رشيقون ، مثل (دون جوان ) و (وكازانوفا) و(رودلف فالنتينو ).

فالحب صرا ع بين الجسد والروح والمحب الحقيقي يذوي جسده لمصلحة روحه، فلم نسمع عن محب زاد وزنه بضعة كيلوغرامات ! وهذا الكلام ليس دعوة إلى الجوع، فكم من جوعى في العالم بلاحب، ولكن من الواضح أن هناك علاقة عكسية بين وزن الرجل وقلبه، فالمحب الحقيقي ينسى طعامه ويتذكر حبه، اما الرجل الكسول فيتذكر الكباب وينسى المشاعر، فقلبه في معدته،وفكره مشغول بالغداء والعشاء، فابحثي سيدتي عن الرجل الجائع، والذي أصبح عملة نادرة في هذه الأيام■



sourcephoto:larchedegloire.com 

loading...

المشاركات الشائعة